الدنيا صغيرة

قبل حوالي فتره من الزمن .. كنت أشتكي من ألم في ضرسي ومتحمل يوم يومين ثلاثه أربعه .. زاد الوجع ولاعاد أقدر أتحمله .

طلعت وركبت السياره رايح " لطوارئ الأسنان في أحد المستشفيات "

ودخلت وأخذت رقم وكان زحمه , حاولت أستخدم ذكائي .

ودخلت ع الدكتور : وقلت يادكتور لو تسمح أنا طيارتي بعد ثلاث ساعات ومتأخر والضرس أوجعني وجيت أعالجه خفت لايزيد الألم بالطياره . وأنت عارف السفر والرحله طويله .

ومن هالكلام والكذب " الأبيض " ويشهد الله ماهو كذب بغرض الكذب والتحايل لكن مضطر

ألم فضيع لدرجة إني أحس وجهي متخدر .

المهم ضحك الدكتور وقال بعد أستماع لي وتدقيق فيني وأبتسامه قال . سبحان الله الدنيا صغيره .

والله مافهمت وش يقصد ولايطري ببالي أنه يرمز لشيء , قلت كلمه ولاني عارف وش يقصد
فيها ولايهمني .. المهم يعالجني قبل هالناس واروح أنام

قال أجلس هنا :

جلست وفتحت حلقي .. قال أنت أسمك جابر .. قلت إيه ومكتوب بالورقه عندك

قال ماقريت الورقه ولكن متذكرك .

قلت تعرفني .. قال ومستحيل أنساك

بصراحه نسيت الألم من كلمت " مستحيل أنساك "

وحاولت أرجع شريط الذاكره وش مهبب انا مع هالدكتور و و و ألخ

مالقيت له أي أثر في شريط الذاكره .

فتحت حلقي وهو قام يشتغل بضرسي . ربع ساعه وقمت مبنج .

وحلقي مليان قطن .

وقال هذا رقمي وضروري ووجه الله عليك تتصل فيني إذا جيت من السفر . قلت طيب

طلعت وانا بين وش هذا وش يبي .. وتروح فيني الأفكار وتجيبني " تهت والله "

المهم صرنا اليوم الثاني .

قلت أنا لازم أتصل فيه وأعرف وش قصته .

أتصلت فيه

هلا دكتور .. كيف حالك .. أنا جابر .. ومن هالكلام

قال ماسافرت قلت لاوالله ولافيه سفر من أصله ولكن ألم ضرس وحدني للي قلته .

ضحك ورحب فيني وقال وين تحب أشوفك ونجلس قلت والله يادكتور أتشرف لكن

مشغول ولاعندي وقت .. آمرني يادكتور .

قال ماذكرتني قلت بصراحه لاوالله . قال حاول قلت ماقدرت أذكرك وربي

قال أرجع 13 سنه خلف . سكت شوي

وقلت من أنت بالله عليك

قال أنا ....................


وتذكرته وعرفت فعلا ً " إن الدنيا صغيره "

_____________________

قبل 13 أو 14 سنه تقريباا .. كنا مسافرين بسيارتين لتركيا . وكنا أربعه

كل أثنين بسياره .. وطريق تركيا كان السعوديه الأردن سوريا ,, وبعدين تركيا

المهم .. السيارتين كانوا من نوع " سبورت " كنا نتسابق طول الطريق ... شباب والدنيا عندنا لهو لا أكثر .

بعد ماتعدينا مدينة " عرعر " في شمال المملكه .. كان الوقت أول الظهر الساعه ع الـ 11 تقريباا .

وطفناا عرعر بمسافه طويله والله يعني فوق الـ 100 كيلو يمكن .

وكنا على وضعنا نتسابق وكنت أنا مع سايق السياره الأولى .

وصلنا " كُبري " وهالكُبري .. تحته شعيب ومجرى للسيل .. والكُبري كالمعتاد مُسيج من الجهتين بحديد .

كان الحديد اللي بالجهه اليُمنى لنا من الكُبري طايح نصه ع الشارع

وطفناه بسرعه .

وقال السايق .. جابر نبي نرجع نوخر هالحديده لايطيحون فيها ربعنا والناس اللي يمرون . قلت طيب

رجعنا يوم وقفنا عند الحديده نبي نشيلها .. طبعا الطريق فاضي وربعنا يادوب نشوفهم جايين من بعيد

وقفنا ونزلنا .. وإلا هذاك الرجال اللي نصفه تراب ودم وثوبه متشقق وحالته حاله .

أرتبكنا بصراحه وقمنا نطالعه بذهول .

خير يالطيب عسى ماشر .. قال يااخوان أسعفونا أمانة الله عليكم .

خير وش فيه .. قال أنا قلبت ع السياره واهلي تحت طايحين

نزلنا وإلا منظر لاإله إلا الله سبحانه .. سياره قالبه وأغراض متناثره وناس طايحين وأطفال .

نزلنا نركض ووقفوا ربعنا اللي ورانا . ونزلنا تحت الكبري

كان فيه ولد واقف صغير عمره تقريباا 10 سنوات .. وكان فيه مره طايحه وكان فيه بنت صغيره تقريباا 12 سنه جالسه تبكي رحنا نركض للمره .. وهو معنا . المره طايحه ماتتحرك نهائياا .. نبي نرفعها من الشعيب ماحنا قادرين ..

كل مارفعناها ووصلنا للقمه نطيح كلنا .. المهم ربطناها بشمغنا ورفعناها شوي شوي ..

وإلا والله شاهد عليّ .. صوت طفل يبكي

أتلفت مافيه أحد قلت هذا اللي يبكي وين

قال أبني أبني تكفون أبني .. وقمنا ندور وندور

وإلا طفل طايح حوالي 20 متر وراهم .. طفل عمره سنتين أو ثلاث .

وسبحان الله مافيه شي غير تراب على شعره وعلى وجهه . وشلنا الطفل وسكت من البكي

ورحنا للسيارتين وركبناهم والسيارات صغيره وزين دبرنا الأمر ونزلنا المراتب وعلى طول متجهين . لمدينة " طريف " وكان الولد اللي عمره عشر وأبوه وأمه معي بالسياره

كان هالولد الصغير سبحان الله يهّدي أبوه ويقرأ قرآن علينا ولابكى ولاقال قال شي غير القرآن والتسبيح وأبوه منهار .. منظر مستحيل أنساه

وصلنا مستشفى طريف ... ودخلناهم وطلعت الأم متوفيه من نزيف داخلي .. الله يرحمها ويعين أعيالها وزوجها .

وجتنا الشرطه ورحنا معهم وكان معنا الأردني اللي مسوي الحادث .

وكتبوا تعهد عليه بأن هالناس مالهم دخل غير منقذين له .. وكتب التعهد

وطلعنا .

وسافرنا السفره القشرا .. اللي كانت كله تفكير وأسترجاع للموقف والمشاهد اللي فيه ..

..

ودوري يالدنيا والسنين .. وسبحان الله

أجي لطوارئ أسنان والقى الدكتور هو نفسه هذاك الرجال اللي كانت حالته حاله .. وذكرني ولاذكرته .

صحيح الدنيا صغيره وكل حي يتلاقى مع الحي .