تقنية الحاسة السادسة

الحاسة السادسة
في مؤتمر تيد (TED) الاخير في منتصف شهر فبراير 2009 لفتت السيدة باتي مايس (Pattie Maes) انتباهي بعرض مشوق يستعرض تقنية جديدة مذهلة الى الحد الذي يجعلك ترى المستقبل في صورة واقعية و حقيقية و ليس مجرد تصورات أو تخيلات. حيث تم عرض نموذج إختباري لمشروع يعمل عليه في الوقت الحالي مجموعة من الباحثين و المطورين تحت مسمى الحاسة السادسة Sixth Sense. هذا النموذج يمكن مستخدمه من التفاعل مع كل شيء من حوله.
فالانسان عندما يصادفه شيئا ما ، أو شخصا ما في مكان ما ، فإنه يستخدم الحواس الخمس الطبيعية لرصد المعلومات التي تساعده على فهم ما حوله كما تساعده في اتخاذ القرارات. ويساعده في ذلك حصيلته الثقافية من بيانات ومعارف تراكمت لديه على مر السنين. ولكن ماذا عن المعلومات التي لم يطلع عليها أولم يدركها بحواسه الخمس؟
الانطلاقة
من هنا انطلق السيد (براناف ميستري) Pranav Mistry وهو طالب دكتوراة في ام اي تي ميديا لاب (MIT’s Media Lab) التابع لـ فلود انترفيسس قروب (Fluid Interfaces Group) في محاولة لوضع تقنية تفهم العالم من حولنا معتمدا في ذلك على المعلومات الرقمية بالاضافة الى استخدام الإيماءات الطبيعية للتفاعل مع هذه المعلومات. مما تتيح للانسان كل ما هو متاح على شبكة الإنترنت كي تساعده في اتخاذ القرارات الصحيحة.
مم تتكون هذه التقنية وكيف تعمل؟
هذه التقنية عبارة عن ما يشبه القلادة التي تتكون من كاميرا رقمية, جهاز عرض (بروجكتر) صغير الحجم و مرآة و التي تتواصل جميعها مع الهاتف المحمول أو الجهاز الكفي الخاص بالمستخدم لتقدم له القدرة على جلب المعلومات و عرضها و التفاعل مع العالم حوله بطريقة إلكترونية. فجهاز العرض يعرض البيانات والمعلومات بطريقة ملموسة والكاميرا تسجل ما تراه وتتعرف على حركات أصابع حامل الجهاز التي تترجم الى أوامر في نفس اللحظة عن طريق البرامج المصاحبة القائمة على تقنيات computer-vision. حيث تقوم التطبيقات المصاحبة للنظام بتحليل ما تلتقطه الكاميرا ثم تحدد موقع ولون علامات التحكم والتي يضعها المستخدم على اصبعين من كل يد. ثم تترجم حركة هذه العلامات الملونة على انها اوامر تفهمها تطبيقات نظام العرض ليتفاعل معها في ذات الوقت.
استخدامات التقنية
نموذج الحاسة السادسة أثبت من خلال العديد من التطبيقات جدواه ومرونة نظامه. ومن ذلك ان المستخدم يستطيع تصفح خريطة ما تظهر على سطح قريب وعلى غرار القوائم الرئيسية في البرامج التقليدية، يستطيع المستخدم تكبير أو تصغير الخريطة أو أن يلتقط صورا بمجرد الاشاره الى المكان المراد تصويره. كما يستطيع المستخدم عرض بريده الالكتروني بمجرد كتابة الحرف @.
فتقنية الحاسة السادسة تتيح للمستخدم رسم رموز الأيقونات في الهواء باستخدام حركة السبابة وتسلم هذه الرموز حسب تعليمات التفاعل. كما يعززنا النظام بالمزيد من المعلومات حول ما تسجله الكاميرا، حيث يتيح لنا النظام عرض مقاطع من اليوتيوب لها علاقة بالخبر الذي نقرأه في ذات الوقت كما يمكن للنظام عرض آخر الاخبار لنفس الموضوع بمجرد أن نرسم دائرة على أي خبر. أو أن نضع خطين تحت أي عنوان. وعندما تذهب للتسوق فإنك تستطيع تمرير الجهاز على صنف معين في المتجر حتى تحصل على معلومات تتحدث عن تصنيف المنتج أو توصيات وما شابه ذلك.
خاتمة
الفكرة قيد التحديث ونجاحها يعني سرعة الحصول على المعلومة من الانترنت وهذا يضيف تسائلا جديدا بصدد خصوصية الفرد، خصوصا ان الانترنت مليئة بالتقنيات والبرمجيات التي تحدد مواقع الناس وأنشطتهم مجتازة بذلك الخطوط الحمراء في التعدي على خصوصيات الافراد وأمانهم.