مشرفة بسطه
عدد المساهمات : 47
تاريخ التسجيل : 07/01/2010
 | موضوع: أكسير الشباب...........  الأحد أبريل 18, 2010 9:47 am | |
| إكسير الشباب شطح طموح الاغريق القدماء الى تخيل وجود اكسير يخلدهم مدى الحياة ولعلنا قرأنا ما يقارب ذلك في ملحمة جلجامش البابلية .على انه مهما يكن هنالك من امر فان الحياة الابدية التي ران اليها القدمون ما هي الا حياة الشباب ، اذ ما هو طعم الحياة التي سيعيشونها في الهرم والشيخوخة .ام نحن اليوم فلا نريد لعمر الشباب ان يستمر ابديا ، سرمديا ،انما غاية مانصبو اليه ان تأخذ مرحلة الشباب نصيبها من الفاعلية والزخم والعطاء ….واقع الامر ان شريحة الشباب في مجتمعنا تواجه مشكلات جمة وتمزقات نفسية حادة بفعل انبثاقها اصلا من تراكمات ازمنة وعصور الانحطاط التعاقبة ، التي تلاحقت وانجبت طفلا فتح عينيه على بحر لا قرار له من المشكلات النفسية والاجتماعية والاقتصادية…واذا كانت كل الشعوب افقيا وراسيا تواجه مشاكل وصعوبات وتحديات ، فان هذه المشكلات عندنا تضخمت بسب من كيفية النظر الى هذه الصعوبات وهنا بيت القصيد ، وهنا يكمن بيت الداء الذي يتمثل في حالة الانكسار والارتجال التي نواجه بها مشكلاتنا ، وهذا الاحباط والارتجال الموقفي مصدره بعدنا عن القاعدة الفكرية التي تمدنا بالمعايير والمرتكزات التي نغرف منها حلولا لمشكلاتنا المستجدة ، ولا نأتي بجديد اذا قلنا ان (الاسلام ) كان يمثل القاعدة الفكرية لشعوب هذه المنطقة منذ اربعة عشر قرنا ونيف وحتى تاريخه .ولكن هذا الاسلام ضبابي وملفع بقزعات الغيم بسبب عصور الانحطاط والتشويهات الاستعمارية والبدع والطقوس والشطحات نستنطقه ولا من يجيب فغدا واحدنا (ممزقا بين واقع لا يؤمن به وبين مثل يحبها ويؤمن بها ولكنه لا يملك أداة تحقيقها في واقعه ).وهكذا بدا الشباب يتلوى بين نارين ، تعلقه العاطفي بالاسلام من جهة والافكار الداخلية التي يتوجس منها من جهة اخرى فكانت ازدواجية شلت قواه الكامنة وطاقته اللامحدودة.وأتت الحرب بطبلها وزمرها لتزيد الطين بلة وما ألقت أوزارها حتى ألقت بكل ثقلها على هذا الشباب المرتهن بغير ارادته لنتائجها ، في هذه الحرب راح ساقه وسماقه وصار يترحم على ايام أهله وأهل أهله في عصور الانحطاط .وفي نظرة موضوعية لمعظم حركاتنا النهوضية التي طرحت افكارها منذ بدايات هذا القرن نجد انها تنكرت لكل موروثها الثقافي والمعرفي والحضاري ، ولعلنا اذا قرأنا التجربة النهوضية الاوروبية أو اليابانية بتجرد نستطيع القول انه ليس ثمة حل للخروج من هذا الضياع الا بالعودة الى تفهم مبادىء القاعدة الفكرية .بالمعرفة والوعي ، وبالحوار الهادىء النفتح سنصل حتما الى ما طمح اليه الاقدمون في الدنيا وسننعم بحياة الشباب الابدية السرمدية في الاخرة . | |
|
