القدس عاصمة الثقافه العربية

القدس عاصمة الثقافة العربية
هل كل أجفان العروبة ترقـد و القدس في نار اللظى تتوقد
القدس قد كانت فتاة حسنهـا كـالزهـر قبل طلوعه يتـعقد
و اليوم هذي القدس عاصمة لنا لثـقافـة عـربيـة تتمـهـد
(ورود المزايدة )
إن القدس كانت قبلة المسلمين الأولى. وظلت على مدى ستة عشر أو سبعة عشر أو ثمانية عشر شهراً بعد هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة القبلة التي توجه إليها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل التحول إلى مكة بأمر رباني في السنة الثانية من الهجرة بدليل قوله تعالى : (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فلنوليكن قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) (البقرة:144). وإذا ما عرف المرء أن بيت المقدس كانت قبلة المسلمين منذ أن فرض الله الصلاة على المسلمين عام 610م وحتى 623م، أي السنة الثانية للهجرة فيكون مجموع سنوات توجه المسلمين في صلواتهم إلى بيت المقدس ثلاثة عشر عاماً.

فضائل بيت المقدس
أولاً : الإقامة والسكن في بيت المقدس وزيارتها .
ثانياً : الربط بين مكة والمدينة وبيت المقدس .
ثالثاً : الإهلال بالحج والعمرة من بيت المقدس .
رابعاً : الصلاة في بيت المقدس .
لقد أولت جامعة الدول العربية احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية كل الاهتمام ووضعت خطتها على مدار العام لتفعيل هذه الاحتفالية فالقدس في مركز اهتمامنا وهي في سلم أولويات تحركاتنا السياسية عربيا وإسلاميا ودوليا لمقاومة هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي الذي ينهش مقدساتها ويشوه معالمها حتى يتم تحريرها من يد محتل لا يحترم المقدسات ولا يأبه بالحفاظ على أي تراث أو تاريخ في سبيل تحقيق ادعاءات باطلة بيهوديتها.
لابد أن تتواصل فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009 في جميع المحافل العربية والإسلامية والغربية وإلقاء الضوء على تاريخها وتراثها ومقدساتها وعروبتها في كل أنحاء العالم، وإبراز ما تحويه من قيم دينية وحضارية وتراثية، والتأكيد على التمسك بعروبتها كقضية عربية إسلامية رغم ما يرتكب من انتهاكات إسرائيلية لتشويه حضارتها وتزوير تاريخها والتي لن تنجح إسرائيل في تحقيقها، رغم حصارها بالجدار العازل والاستيطان المستشري الذي يتزايد يوما بعد يوم، تواصل انتهاك مقدساتها وتعمل على إزالة معالمها المقدسية وهدم أساسات المسجد الأقصى المبارك، لأنه ما بني على باطل فهو باطل ولن يصمد.
عندما اعتذرت العراق عن اختيار بغداد كعاصمة للثقافة العربية لعام 2009 بسبب حالة الحرب التي تعرفها العراق تقدم وزير الثقافة الفلسطيني آنذاك السيد عطا الله أبو السبح بطلب أن تكون القدس عاصمة للثقافة العربية . وحينئذ تكلم بعض الوزراء معترضا على هذا الاختيار لنفس مبرر اعتذار العراق وهو أن فلسطين والقدس تحت الاحتلال وأن إسرائيل ستمنع الاحتفالية، ولكن تم في النهاية التوافق على اختيار القدس كنوع من التحدي فليس معقولا أن تُحرم القدس من هذا الحق بسبب الاحتلال بل ذهبت غالبية الآراء لتأكيد هذا الاختيار كنوع من التحدي للاحتلال حتى وإن كانت الاحتفالية رمزية.

الحفاظ على الثقافة والهوية هو سر وجود واستمرار الأمم عبر التاريخ ، كل شعوب الأرض تعرضت لهزائم عسكرية أو لاستعمار امتد لعقود ولكنها لم تندثر بل تعود لتنبثق مجددا كطائر الفينيق، فالأمم لا تندثر بالهزائم العسكرية بل بفقدانها لثقافتها وهويتها الوطنية ، وأخطر ما يصيب امة من الأمم ليس هزيمة جيوشها أو فشل سياسييها بل فقدان المثقفين لإيمانهم بأمتهم أو إصابتهم باليأس والإحباط أو تحولهم لأبواق وأدوات بيد السياسيين، المثقف وليس السياسي هو ضمير الأمة، والثقافة هي قلب وروح الأمة، فلنحافظ على ثقافتنا وهويتنا الوطنية بعيدا عن الخلافات والصراعات السياسية.



المصادر و المراجع :

1- القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى... سفر الحوالي .

2-تاريخ فلسطين ... طارق السويدان .

3- الإسلام والقضية الفلسطينية ... عبدالله علوان .


إعداد الطالبة:آيات منصور الصباحيين.
مدرسة بنات الحسينية الثانوية الشامل المختلطة .